جاءنا العيد يسألنا على غير عادته في كل سنينه الماضية
أين أطفالكم؟ وأين ضحكاتهم المرصعة على الأرصفة الشوارع.. التي كانت في كل مساء تتعلق على النجوم تزين السماء لتضيء لنا أحلامنا القرمزية...
وأين حلوى العيد؟ وثوب ليلي الحريري وقميص سعيد البنفسجي؟ ولعبة نورا وبالون أحمد وكرة عبير الوردية ؟ من سرقها؟ من اغتال براءة الطفولة من عيونهم؟
وأين ابتسامتكم؟ ماذا دهاها؟ متى ظهر الصدأ على شفاهكم؟ هل أثقلكم حملها ؟ أم نامت على مصالحكم تعد لكم الدراهم والذهب!
غيّرتم كل ألوان العيد؟ قتلتم ضحكات الشوارع وجففتم ابتساماتكم... وحاصّرتم مدينة الطفولة وأغرقتم أحلامها في بحر مصالحكم!
كم ؟ كان جميلاُ لو كانت أيادينا مشابكة بعضها تحلق من فوقها آمالنا الوردية ترسم مستقبلنا البعيد بكل تسامح وعفوية
كم؟ كان رائعا لو بقية نوايانا نظيفة من أوساخ مصالحنا ؟
كم؟ كان حلمنا جميل؟ حلم آبائنا وأجدادنــا.. بلحظة الرجوع وعلى أكتافهم تنهض الحرية ولحن الانتصار يغازل برتقال يافا وعيون حيفا.... وأرّوقة أسوار عكا؟ وعلى قبة المسجد الأقصى تسمع زغاريد البندقيِةِ تتطايٌرُ فرحاً تقبلُ ساحتهِ وكنائسهِ وأشجارهِ الصامدةِ من زمن صلاح الدين الأيوبي...
كم كان جميلاً؟ لو بقينا هكذا لو بقيت ضمائرنـــا سليمةُ من أي مرض؟ لو بقيت أنفاسنــا تقتل كل من خرق واغتصب أحلامنــا؟