موضوع: الله الله في نجدة باكستان الثلاثاء أغسطس 24, 2010 3:32 am
الإحسان لباكستان في رمضان
«من فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة» [رواه البخاري]، فكيف بتفريج الكربات في أيام شهر رمضان المباركات؟!
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله النبي الجواد الكريم، إمام المتصدقين وناصر المستضعفين…
إخوتي الكرام.. لا يخفى عليكم ما حدث في أرض باكستان المسلمة في الأسبوعين الماضيين من فياضانات مدمرة، ما تركت لا شجر ولا بشر ولا حجر إلا قصمته؛ فالأب يبحث عن أولاده تحت الأنقاض، والأم ترى فلذة كبدها يموت أمام عينها؛ فالطرق سدت، والجسور دمرت، والشوارع تكسرت وغطتها المياه، بل ورد أن ربع مساحة البلاد قد غطتها المياه!!
هل تعلم أن 15مليون انسان تضرروا من هذه الفياضانات ؟ ، بل قد يكون أكثر من ذلك والله أعلم … هل تعلم أن 5 ملايين منهم في العراء؟!!… لا مأوى ولا غذاء ولا ماء!!، الماء تحتهم ولا يستطيعون شربه!؛ فالماء ملوث، والهواء ملوث، ولا من منجي لهم إلا الله..
وورد على لسان الأمم المتحدة في ال BBC أن الآثار المترتبة على أسوأ فيضانات تشهدها باكستان منذ عقود قد تفوق تلك التي خلفتها موجات المد العاتية "تسونامي" التي اجتاحت جنوب شرق آسيا عام ألفين وأربعة والزلزال المدمر الذي ضرب هاييتي مطلع العام الجاري.
ابتلاء من الله لأرض باكستان المسلمة لكنه ابتلاء لنا نحن أيضا، ابتلاء فينظر الله لنا هل نمد يد العون لهم أم نتركهم يواجهون ما هم فيه وحدهم!!
أليس المسلم أخو المسلم؟!!
هل ترضى أن تنام أختك أو أمك في العراء؟!!، هل ترضى أن يموت أبناءك جوعا؟!!
أعلم أنك لا ترضى، فكيف ترضى لهم ذلك؟!!
قال الله تعالى: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ} [سورة آل عمران: 92].
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قال الله عز وجل: أنفق أنفق عليك» [رواه أحمد والبخاري ومسلم].
فهلا جعلنا كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم أمام أعيننا وأيقنا حقا وفعلا بمقتضاه..
واعلم يقينا أن ما تنفقه الآن لإخوانك لن يضيع فقد قال الله تعالى في كتابه: {قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سورة سبأ: 39]، وكيف ونحن في هذا الأيام الفاضلات من شهر رمضان والأعمال الصالحة أضعافا مضاعفة، فوالله إنه لخير مروم الغافل عنه محروم...
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان، روى البخاري في صحيحه عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما- قال : «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة» [رواه البخاري].
أخي الكريم... كلنا في هذه الأيام نسأل الله العتق من النيران والفوز بالجنان فاتق النار ولو بشق تمرة تتصدق بها على إخوانك الجوعى في باكستان، قال صلى الله عليه وسلم: «ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله يوم القيامة، ليس بين الله وبينه ترجمان، ثم ينظر فلا يرى شيئا قدامه، ثم ينظر بين يديه فتستقبله النار، فمن استطاع منكم أن يتقي النار ولو بشق تمرة» [رواه البخاري].
غاب عنا التصدق والجود لغياب اليقين في قلوبنا من أن ما عندنا ينفذ وما عند الله هو الباق فأصبح همنا الدنيا وجمع المال فلنراجع أنفسنا فما نقدمه لله لا يحتاجه الله منا ولن يزيد أو ينقص من خزائنه سبحانه بل نحن من يحتاج رحمته ومغفرته جل جلاله: قال الله تعالى: {وَمَا تُنفِقُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلأنفُسِكُمْ} [سورة البقرة: 272].
وسأل النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها عن الشاة التي ذبحوها ما بقى منها: قالت: "ما بقى منها إلاّ كتفها". قال: «بقي كلها غير كتفها» [رواه الترمذي وصححه الألباني]، في إشارة أن ما عند الله هو الباق.
أما من كان إمساكه بخلا لا عدم استطاعة فليبدأ بإصلاح هذا الثغر في نفسه؛ فقد ضرب النبي صلى الله عليه وسلم «مثل البخيل والمنفق، كمثل رجلين عليهما جبتان من حديد، من لدن ثدييهما إلى تراقيهما، فأما المنفق: فلا ينفق شيئا إلا مادت على جلده، حتى تجن بنانه وتعفو أثره. أما البخيل: فلا يريد إلا لزمت كل حلقة موضعها، فهو يوسعها فلا تتسع» [رواه البخاري]، فالمتصدق كلما تصدق بصدقة انشرح لها قلبه، وانفسح بها صدره، فهو بمنزلة اتساع تلك الجبة عليه، فكلمَّا تصدَّق اتسع وانفسح وانشرح، وقوي فرحه، وعظم سروره، ولو لم يكن في الصَّدقة إلاّ هذه الفائدة وحدها لكان العبدُ حقيقيا بالاستكثار منها والمبادرة إليها.
إخوتي من منا لا كرب لديه ولا محنة ومن منا لا يود الستر في الدنيا والآخرة ومن منا لا يريد العون فكيف بعون من الله الملك الديان!!، فاقرأ هذا الحديث هذه المرة بقلبك لا بعينك!!.. عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر، يسر الله عليه في الدنيا والآخرة. ومن ستر مسلما، ستره الله في الدنيا والآخرة. والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما، سهل الله له به طريقا إلى الجنة، وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله، يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده، ومن بطأ به عمله، لم يسرع به نسبه» [ رواه مسلم بهذا اللفظ].
نحن في رمضان والاعتكاف سنة وأجره عظيم فهل نويت الاعتكاف؟ .. لا تستطيع أو مرتبط بعمل فاقرأ هذا الحديث وتخيل أجره بما ستزيله من هم عن إخوانك في باكستان والسرور الذي ستدخله عليهم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أحب الناس إلى الله أنفعهم، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا، ومن كف غضبه، ستر الله عورته، ومن كظم غيظا، ولو شاء أن يمضيه أمضاه، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام، وإن سوء الخلق ليفسد العمل، كما يفسد الخل العسل» [حسَّنه الألباني].
هلم بنا لنكن أهل أفعال لا أقوال وهذه بعض عناوين الجمعيات الخيرية ممن لديها مشاريع لنصرة باكستان فابدأ بنفسك وانشر لغيرك: