موضوع: رمضان اقبل فهل اعددتم له ؟؟؟؟؟؟ السبت يوليو 24, 2010 5:53 pm
رمضان اقبل فهل اعددت له ؟ أخي المسلم/ أختي المسلمة .. ربما لا يكون العنوان مشجعاً للقراءة، فدائماً وفي كل عام مع اقتراب شهر رمضان المبارك يبدأ الواعظون وأهل العلم في الحديث عن فضل رمضان والخير الذي فيه، ويدعون إلى الصلاة والصدقة وقراءة القرآن و .... إلخ. وهذه المواضيع لا تشد أغلبنا لقراءتها ، فكلنا يعرف فضل رمضان والأجر الذي فيه، وأغلبنا يعرف ما هي مفسدات الصوم والأشياء التي تنقص من أجر الصائم. ولكن، اسمحوا لي أن أدعوكم لقراءة ما سأكتب .. أستحلفكم بالله أن تغصبوا هذه النفس الأمارة بالسوء وتلزموها لقراءة ما سأكتب حتى النهاية؛ فالذكرى تنفع المؤمنين، وربما يكون في ذلك نوراً لك في قبر ضاقت عليكم أركانه بعد موتكم، وربما يكون فيه نجاة لكم في يوم لا ملجأ من الله إلا إليه !! أخي الحبيب .. أختي الكريمه، ماذا أعددتم لرمضان ؟ هل ذهبتم إلى السوق واشتريتم الأطعمة والمشروبات التي سوف تتمتعون بأكلها طوال هذا الشهر؟ أم أنكم اخترتوا بعناية فائقة المسلسلات والكوميديا التي أعجبتكم ونظمتوا وقتكم لمشاهدتها؟ أم أنكم مستعدون للسهر واللهو في إحدى خيام الأنس والطرب التي تنتشر في بلادنا لإحياء ليالي شهر رمضان؟ أم أنكم اتفقتوا مع أصدقائكم على قضاء الليل في الحديث وتدخين الشيشة ولعب الكوتشينه ؟!؟!؟ بالله عليكم أجيبوني .. ماذا أعددتم لرمضان ؟ هل أنتوا من هؤلاء الذين يكون رمضانهم في طعام وشراب وسهر ولعب وفساد ونوم في النهار، وعبث طوال الليل؟ أجيبوني ولا تخجلوا ، لا تكذبوا ، لا تخادعوا نفسكم .. لا تتوهموا الصلاح وتكونوا من أولئك الذين قال الله عنهم : { قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا . الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا } [سورة الكهف: 103-104] إذا كنتوا منهم فتذكروا أخي المسلم/ وأختي المسلمه أنه سيأتي اليوم الذي ستزال الغشاوة من على عينيكم، وينتزع فيه الموت روحكم من كل عرق بلا رأفة ولا رحمة، تذكروا اللحظة التي يغسلونكم فيها، ويكفنونكم ويضعونكم في حفرة ضيقة، ويهيلون عليكم التراب ويذهبون، وتبقوم وحيدون ليخرج لكم الثعبان الأقرع؛ لأنكم كنتم تضيعوا الصلوات، وتروا هناك نار جهنم تضطرم ويشتد سعيرها، وهي تنادي ربها أن يقربها منكم، ستبكون وتبكون وتبكون وتطلبوا الرحمة.. ولكن، لن يسمعكم أحد؛ فهذا ما اقترفت يداكم، وهذا ما زرعتوا لنفسكم، ولتحصدوا تضييع أغلى ليالي عمركم .. إنها ليالي شهر رمضان المبارك التي كنتم تقضيانها في الفساد والرذيلة واكتساب الآثام !! ماذا ستقولوا لله سبحانه وتعالى عندما يسألكم عن رمضان ؟ كيف ستردوا على قدمكم التي تشهد عليكم وأنتم تمشون للحرام؟ ماذا ستردون على لسانكم الذي ينطق ويقول أمام رب العالمين أنكم كنتوا تغتابون وتكذبون، وتسبون وتغنون طوال أيام وليالي الشهر الفضيل؟ كيف ستتكلمون، وعملكم الأسود يكون حاضراً ليفضحكم، وتذكروا أن يومها لن تجدي الأعذار ولن يفيد الكذب .. آآآه .. كيف سيكون موقفكم وشهر رمضان يخرج ليتكلم والقرآن يظهر ويصرخ معه، والصلاة تخرج إلى ربها لينادوا جميعاً، فيقولون لكم: ضيعكم الله كما ضيعتونا!!؟ أخي المسلم..أختي المسلمة .. ماذا أعددتم لرمضان ؟ سؤال يجب أن تجدوا له إجابة صادقة، ولابد أن تلتزموا بها قبل أن يمضي رمضان هذا كما مضى سابقه، وأنتوا تتخبطوا في المعاصي والذنوب، وتفوّتوا الصلوات، وترتكبوا الكبائر، وتعصوا الله سبحانه وتعالى سراً وعلانية !! هل ستلتزمون بصلاتكم وتحافظوا عليها مع الجماعة ؟ هل ستمشون في ظلام الليل لتصلوا صلاة الفجر في المسجد ؟
هل ستكسبوا حسنة في كل خطوة تخطوها قدمكم إلى المسجد، أم أنكم ستفضلوا البقاء على السرير نائمين أو أمام شاشات التلفزيون متسمرين، تشاهدوا الكاسيات العاريات وتضحكنا على انفسكم، لتبكون في يوم تفارق فيه الأهل والخلان وتكونوا من الخاسرين الذين خسروا أنفسهم وأهليهم يوم القيامة !!
هل ستقرأوا القرآن كاملاً طوال أيام الشهر ؟ ربما تقرأوا في أول يومين أو ثلاثة وبعدها لا يبقى عندكم وقت للقراءة .. أليس هذا ما يحدث ؟! في كل سنة تقولوا أنكم ستقرأوا وستحافظوا على التلاوة وستقرأوا في كل يوم جزءاً لتختموا القرآن في آخر الشهر وبعدها تقرأوا الأيام الأولى فقط ليغطي القرآن الغبار حتى السنة القادمة .. أليس هذا صحيحاً ؟!؟! هل تريدوا أن تكونوا ممن هجروا القرآن واستبدلوه بالأغاني الماجنة، والأفلام الساقطة، والمجلات الخليعة التي تدخل كل بيت ؟!؟!؟
هل ستتصدقوا على الفقراء والمساكين الذين يطرقون أبواب بيتوتكم؟ أم أنكم ستتطردوهم لأنهم مجموعة من الدجالين الذين يحتالون على أصحاب الأيدي الكريمة أمثالنا ؟!؟ هل ستصغون إلى الشيطان والنفس الأمارة بالسوء وغيركم من ضعاف النفوس، الذين يبخلون بالدرهم في سبيل الله بينما يضيعون مئات وآلاف الدراهم في الحرام ؟!؟ أخي العزيز..أختي العزيزه استيقظوا .. أنتوا في دنيا فانية، زائلة، حقيرة .. نعم سوف تموتون غداً ولن ينفعكم علاج الطبيب ولن يفيدكم بكاء الحبيب .. استيقظوا يا أصحابي فلن تأخذوا معك أموالاً جمعتوها ولن تنفعكم بيوت عمرتوها .. ستأخذوا معكم الحنط والكفن وستنتهوا إلى دنيا جديدة تصطكوا عليكم فيها جدران قبركم، وتجدوا ما عملتزه في دنياكم حاضراً ينتظركم .. القرآن الذي هجرتوه، والصلاة التي ضيعتوها، والفقيرة التي بخلتوا عليها، ورمضان الذي فسقتوا فيه و ..... كل شيء، ستجدوا كل شيء محضراً، وستشهد عليكم جوارحكم ولا يظلم ربكم أحدا !!
رمضان أقبل فاغتنموه وأنتم لا تدرون فربما لا تعيشوا حتى رمضان القادم، بل ربما لا تكملوا معنا رمضان هذا .. من يدري؟ فربما تموتون وأنتم تقرأوا كلامي هذا .. اغتنموا رمضان وسابقوا فيه إلى الطاعة، وعُودوا إلى الله سبحانه وتعالى وستجدوه فرحاً سعيداً بعودتكم إليه ولا تكونوا ممن يعرضون على جهنم فيحرقون فيها .. وكلما نضجت جلودهم أبدلوهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب حيث قال سبحانه وتعالى : { ومن أظلم ممن ذكر بآيات ربه فأعرض عنها ونسي ما قدمت يداه } [سورة الكهف:57]، وقال تعالى : { إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها ، وإن يستغيثوا يغاثوا بماء كالمهل يشوي الوجوه ، بئس الشراب وساءت مرتفقا } [سورة الكهف:29]
ماذا أعددتم لرمضان ؟
إذا كنتم لا تعرفون فأعدوا له الطاعات والخيرات، وأبوابها أوسع مما تتصوروا، وخذوا شهر رمضان بكرم طاعتكم، ولا تقابلوه بسوء معصيتكم .. إقرأوا القرآن واجعلوه نوراً يضيء قبركم بعد الموت، وشاهداً يشهد لكم يوم تلقى الله .. أخي المسلم..أختي المسلمه داوموا على صلاة الجماعة، وتعرفوا على الصحبة الطيبة فهي التي ستثبتكم على الطريق الصحيح .. طريق الجنة التي تبحثوا عنها. إبتعدوا عن فاحش القول وأذية الناس، وأحسنوا معاملة والديكم وجاركم وإخوتكم، ولا ترهقوا خادمتكم، وانصحوا أهلكم وأصحابكم وادعوهم إلى طريق الرشاد، اشتروا المصاحف وأهدوها للناس؛ فتشاركوهم أجر قراءة القرآن، تصدقوا على الفقراء والمساكين ولا تبخلوا بادروهم في سبيل الله، ضعوا الدراهم في صناديق الجمعيات الخيرية واحتسبوا الأجر عند الله، صلوا ركعتين في منتصف الليل؛ عسى أن يغفر لكم الحي الذي لا ينام، عاملوا الناس معاملة حسنة وفي هذا محبتهم وصدقة لله سبحانه وتعالى .. صِلوا رحمكم الذين قطعتوهم، وسامحوا من أخطأ في حقكم، واستغفروا لذنبكم ولسائر المسلمين .. أعفوا لسانكم عن الكذب، وعينكم عن الحرام، وأذنكم عن سماع الأغاني، وقلبكم عن الحسد والضغينة، ويدكم عن الخطيئة، وقدمكم من السير إلى أماكن اللهو والفساد ..
أخي المسلم .. أختي المسلمة أبواب الخير واسعة، وأبواب الشر واسعة أيضاً.. فأيهما تختارون يا ذا العقل الرشيد؟ جنة عرضها كعرض السموات والأرض، أم نار حانقة غاضبة تقولون: هل من مزيد ؟!؟!؟