نقلت صحيفة الشرق الاوسط اللندنية عن مصدر رسمي مغربي كان يوجد في منطقة «أم عزة»، قرب بحيرة «سيدي محمد بن عبد الله»، جنوب العاصمة المغربية الرباط، والتي سقطت فيها طائرة الشيخ المرحوم احمد بن زايد ال نهيان إن فرقة إنقاذ أميركية استعملت تقنية خاصة أدت إلى كشف مكان جثة الشيخ التي نقلت فور العثور عليها بسيارة إسعاف إلى مستشفى الشيخ زايد بالرباط، الذي يعد من أكثر المستشفيات المغربية تطورا.
وقال المصدر المغربي، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن الفرقة الأميركية استعملت كاميرات متطورة يمكنها تحديد بعض النقاط لأجسام متنوعة خاصة إذا كانت ملتصقة في مكان ما بقاع البحيرة، واستعملت هذه الكاميرات منذ الليلة قبل الماضية. وبعد تحديد النقاط التي أبانت الكاميرات وجود أجسام بها في قاع البحيرة، توزع الغواصون من مختلف الجنسيات على هذه النقاط في إطار عملية البحث.
وفي منتصف نهار الاربعاء أي في حدود الساعة الثانية عشرة ونصف بالتوقيت المحلي عثر أحد الغواصين على الجثة، وأرسل رسالة من تحت الماء تفيد بأنه عثر على جسم يعتقد أنه الجثة، ثم أكد الغواص نفسه أنها الجثة بالفعل. وعقب ذلك انتقل زورق إلى حيث يوجد الغواص، وتم انتشال الجثة ووضعها في الزورق، ثم نقلت ملفوفة بغطاء بلاستيكي إلى سيارة إسعاف، حملتها على وجه السرعة إلى المستشفى.
ولم يسمح لأحد بمشاهدة الجثة، التي لم تعرف بعد الحالة التي وجدت عليها. وبعد العثور على الجثة، انتقل الرسميون المغاربة والإماراتيون إلى قصر الشيخ سيف بن زايد آل نهيان، وزير داخلية الإمارات، الذي يوجد قرب البحيرة، حيث تم تقديم التعازي، في رحيل الشيخ أحمد بن زايد.
وذكر مصدر رسمي مغربي أن عائلة الشيخ الراحل غادرت منطقة «أم عزة » مباشرة بعد نقل جثة الشيخ أحمد إلى المستشفى.
و ذكر مصدر طبي بمستشفى الشيخ زايد بالرباط، أن أطباء إماراتيين وأجانب رافقوا جثمان الشيخ الراحل إلى المستشفى، وقاموا بمعاينته.
وقبل الإعلان عن العثور على الجثة ، قالت السلطات الإماراتية إن فريق البحث والإنقاذ الإماراتي، الذي غادر الإمارات متوجها إلى المغرب يوم الجمعة الماضي، واصل بحثه للعثور على الشيخ أحمد بن زايد.
وجاء في بيان أصدره فريق البحث والإنقاذ، أنه تم تضييق نطاق البحث الذي كان واسعا ومترامي الأطراف «بعد التأكد من خلو تلك المساحات تماما، وتركيز البحث الراهن على مساحات أصغر وأكثر تحديدا»، مضيفا أن عمليات المسح والتمشيط التي يقوم بها الفريق الإماراتي إلى جانب عدة فرق عالمية أخرى «جارية ومستمرة لتمشيط باقي الأماكن بدقة عالية دون أن يتم العثور على الشيخ أحمد، حتى اللحظة الراهنة، غير أن الجهود ما زالت متواصلة، للعثور على أي آثار أو دلائل تشير إلى مصير البحث في الموقع المذكور».
وثمن الفريق تعاون ودعم الجانب الحكومي المغربي، في هذا الإطار، إلى جانب تمكين الفرق من مواصلة أعمالها ليل نهار، وتقديم كل ما يلزم لتذليل العقبات التي تواجهها جراء الطبيعة الجغرافية الحرجة هناك، مشيرا إلى أنه سيتم إصدار بيان لاحق عند حصول أي مستجدات.
وفي سياق ذلك، ذكرت وكالة الأنباء المغربية أن عمليات البحث جرت في مساحة مائية تبلغ 6 كيلومترات، وفي عمق يتراوح ما بين 37 و42 مترا، مشيرة إلى أن الوسائل البشرية التي تمت تعبئتها في عمليات البحث شملت 225 عنصرا، من بينهم أكثر من 100 غواص من مختلف الجنسيات (مغاربة، وإماراتيون، وفرنسيون، وإسبان وأميركيون)، وكذا 4 أطباء مسعفين. وقالت الوكالة إنه تمت تعبئة تجهيزات مادية وتقنية هامة في عمليات البحث، من بينها: 95 زورقا مطاطيا (زودياك) وقوارب، وتسعة رجال آليين، وأجهزة رصد الموجات، و120 عربة متعددة الاستعمالات، تابعة لمصالح الدرك الملكي والوقاية المدنية، وكذا طائرتان مروحيتان تابعتان للدرك الملكي، إحداهما خاصة بالمراقبة والرؤية الليلية، والثانية خاصة بالإسعافات الطبية. ومنذ وقوع الحادث ظلت فرق أميركية وأوروبية ومغربية وإماراتية تبحث عن الشيخ أحمد بن زايد على مدار الساعة في البحيرة المليئة بالطمي والأوحال والحجارة وفروع الأشجار. وبعد العثور على الجثة جمعت فرق الإنقاذ معداتها وغادرت مكان الحادث، الذي لا يزال مطوقا بحراسة أمنية كثيفة.
وكانت فرقة دنماركية قد غادرت الليلة قبل الماضية المنطقة. وقالت مصادر على صلة بها إنها عجزت عن مواصلة البحث، نظرا لأنها اعتادت على البحث عن الأجسام في المياه الصافية في عمق البحار.
على صعيد آخر، أفاد مصدر طبي في مستشفى الشيخ زايد، الذي نقل إليه في وقت سابق طيار إسباني كان برفقة الشيخ أحمد بن زايد في الطائرة الشراعية، بأن الطيار أصيب على مستوى صدره، ويجد صعوبة في التنفس، كما أصيب بكسر في عظم فخذ رجله اليسرى. وبعد الفحوصات الطبية، أجريت له عملية جراحية ناجحة، وخرج من العناية المركزة