لكل المغفلين و كل المبتدعين
خافوا من الله وراكم حساب و عقاب
اقروا بتمعن و تركيز لين نهايته
عشان تعرفون الأغلاط اللي تنتشر على الأيميلات و مسجات الموبايل
دائما نوصي بعدم طرح اي موضوع او إرسال أي رسالة تخص اي حديث او غيره من الامور الشرعية........... يا جماعة لا تدخلون في متاهات......
ما صحة هذه الواقعة
قالت الملائكة : إننا لم ننتهي من كتابة حسنات السنة الماضية
السؤال :
فضيلة الشيخ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أبعث لكم برسالتي هذه وأسأل الله أن يهبكم السداد
حقيقة أنا صاحب موقع وقد طرح بموقعي من قبل عضو مشترك معنا التالي:
(قال رجلٌ من السلف : لا إله إلا الله عدد ما كان ، وعدد ما يكون ، وعدد الحركات والسكون.
وبعد مرور سنةٍ كاملة قالها مرةً أخرى
فقالت الملائكة : إننا لم ننتهي من كتابة حسنات السنة الماضية
أخي : ما أسهل ترديدها وما أعظم أجرها
تخيل لو قمت بنشرها ورددها العشرات من الناس بسببك
يقول: أذا ضاقت بك الدنيا فلا تقل: يا رب عندي هم كبير .... ولكن قل: يا هم لي
رب كبيــــــــــر قل اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم
وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على
إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد
وأرسل هذه الرسالة لـ 10 أشخاص خلال ساعة بتكون كسبت 10 ملايين صلاة على الحبيب
في صحيفتك بإذن الله
((ملحوظة مهمة))
لا يلعب الشيطان في راسك وتقراها وتقفلها وتقول أا مش فاضي أرسلها يقول:
تخيل انك واقف يوم القيامة وتحاسب ولست ضامن دخول الجنة وفجأة تأتيك جبال من
الحسنات لا تدري من أين ??? من الاستمرار بقول : سبحان الله وبحمده سبحان الله
العظيم ولتضاعف هذه الجبال قم بإرسال هذه الرسالة إلي ثلاثين شخص
هذه أمانة في عنقك).
فما صحة هذه الواقعة وهل هي صحيحة أم مختلقه آمل منكم إفادتي في هذا
الأمر للضرورة القصوى لعلمي أن الكثير من مثل هذه الأمور مختلقة
ولا صحة لها .
في انتظار ردكم الكريم قريباً جداً.
الجواب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله. هذه المشاركة اشتملت على مفاسد وعدة مخالفات كما هو الحال في كثير من المشاركات الشائعة على شبكة الإنترنت. والشخص الذي ينشر مثل هذه الحكايات والقصص أحد رجلين إما أنه جاهل يريد الخير ولا يعرف طريقه وإما أنه مبتدع مخالف لهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وطريقة أصحابه. وإن كان الأول هو الغالب. وبيان تلكم المخالفات في أمور:
أولا: هذه الواقعة ليست حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مما يعرف في دواوين السنة وفي ألفاظها ركاكة لا يظهر أنها تشبه ألفاظ الرسول صلى الله عليه وسلم. ولفظ السلف لا يعرف في كلام الرسول صلى الله عليه وسلم إنما هو شيء أطلقه العلماء بعد انقضاء عهده لما أرادوا التنبيه على فضل من سبق وسلف على غيرهم في العلم والعمل من الصحابة والتابعين وأتباعهم وهذه اللفظة نادرة في كلام الأئمة المتقدمين وأكثر من استخدامها الذهبي في كتبه. فالأشبه أن هذا من وضع بعض القصاص والوعاظ الذين عرفوا بالتساهل في وضع الأحاديث والآثار في باب الفضائل.
ثانيا: لا شك في فضل هذه الكلمة العظيمة (لا إله إلا الله) وعظم أثرها وقد ورد فيها ثواب جزيل ووعيد كبير ويستحب للمسلم الإكثار منها في الليل والنهار وتتأكد في أوقات. وإنما الكلام في هذه الكيفية والثواب الخاص المرتب عليها فلا نثبت صفة أو كيفية خاصة أو ثوابا إلا بنص ثابت في السنة.
ثالثا: في المتن نكارة في كون الملائكة عاجزة عن كتابة ثواب الكلمة في السنة الأولى وقد دلت النصوص على عظم قدرة الملائكة في تقييد أعمال العباد كلهم مع كثرة أعمالهم في وقت واحد فالله آتاهم قدرة عجيبة تمكنهم من ذلك بأيسر طريق وأقصر وقت. ولا يمكن لأحد أن يخبر عن حال الملائكة وقولهم إلا إذا كان رسولا أطلعه الله على شيء من الوحي. أما الإخبار عنهم عن طريق الوجد والمنامات فهذا سبيل الصوفية المبتدعة وهو متعذر شرعا وحسا.
رابعا: في الأدلة الصحيحة في السنة أدعية جامعة ثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم وأذكار طيبة لها ثواب عظيم وفضل عميم تغني المسلم من حكاية هذه القصص المنكرة والأخبار الواهية.
خامسا: قوله عند نزول البلاء لا تقل يارب ولكن قل ياهم أمر محرم مخالف للتوحيد جار على طريقة المتصوفة الذين يقولون: (معرفته بحالي تغني عن سؤالي). بل الواجب على المسلم إذا نزل به الهم أن يتوجه إلى الله بالدعاء والذكر ويخلص الدعاء له لأن دعاء الرب مشروع في كل وقت وحال ومعرفة الله بعبده لا ينافي سؤاله وطلب الفرج منه والدعاء سبب نافع مطلوب من العبد وطلبه لا ينافي التوكل المشروع. ولذلك شرع للعبد إذا نزل به الهم أن يقول الذكر الوارد.
سادسا: يجب على المسلم أن لا يتعبد الله بذكر ولا دعاء إلا إذا تيقن مشروعيته وعلم صحته وموافقته لهدي الرسول صلى الله عليه وسلم. ولا يحل له أن ينشر شيئا أو يوصي الناس بعبادة إلا إذا بين مصدرها وكان متأكدا من ذلك ولا تبرأ ذمته بنشر مالم يتحقق منه ويتثبت من صدقه. ومما يؤسف تساهل كثير من الناس في النشر على الشبكة وتوسعهم في نشر الشائعات.
سابعا: لا يحل لأحد مهما كان قصده أن يلزم الناس بنشر شيء أو يحملهم أمانة على نشره أو يذكر لهم وعيدا على تركه ونحو ذلك مما لا يجب أصلا على الناس ولا يلزمهم شرعا. وإنما له أن يرغبهم في المشاركة بالدعوة إلى الله على سبيل العموم بتذكيرهم بالفضائل الثابتة في السنة وكلام العلماء الموثوق بهم. وينبغي إغلاق هذا الباب الذي كثر شره وركبه الجهال ومن لا يحسن الكلام فيه ويجب قصره على أهل العلم العارفين بمسائل الشرع ودلائله.
ويجب على المسؤولين في المواقع والمنتديات والغرف الصوتية منع الأعضاء من نشر الأدعية والأذكار والفضائل من غير توثيق لها وعزوها صيانة للدين وحفظا من التغيير وسدا للباب أمام المبتدعة والمحرفين.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.