نزف القلم المـديـر العـــام
تاريخ التسجيل : 03/02/2008 رقم العضويه : 1 المساهمات : 2364 الجنس : الدوله : مزاجي :
بطاقة الشخصية البطاقه الشخصيه:
| موضوع: حكمة صيام رمضان الأحد أغسطس 24, 2008 9:47 am | |
| حكمة صيام شهر رمضان وأثره في حياةالمسلم
لسنا في حاجة إلى ذكر أدلة فرضيةالصيام، لأن ذلك معلوم من الدين بالضرورة، ويكفي أن يعلم المسلم أنه أحد الأركانالذي بني عليها الإسلام. والمقصود هنا بيانأثر الصيام في تزكية النفس وتطهيرها، وكونها سبيلا لتأهيل المسلم لطاعة الله والبذلفي سبيله. وآثار الصوم في حياة المسلم كثيرة جدا، وسيجد القارئفي كلام الكتاب عن هذه الآثار جزئيات كثيرة، مثل الصبر، وتذكر أحوال الفقراءوالمحتاجين، عندما يمس الجدوع والعطش الصائم، فيحدوه ذلك إلى مساعدة أولئكالمحتاجين....
لكن تلك الآثار –مهما كثرت وتعددت-ترجع إلى أصل واحد من آثارالصيام،وهو تقوى الله التي يثمرها الصيام فينفس الصائم، فإذا تحقق له هذا الأصل، تحققت لهجميع الآثار المتفرعة عن عنه. ولهذا سأكتفي بالحديث عن هذا الأصل، وأسوق فيه كلامبعض العلماء، وبخاصة المفسرين الذي سطروه في كتبهم عند تفسيرهم لآياتالصيام. وسأذكر نصا واحدا من الأحاديث النبوية الدالة على أنالحكمة من تشريع الصوم هي أن يكتسب الصائم منه تقوى الله تعالى، التي تدفعه إلىطاعة الله وتحجزه عن معاصيه. فعلى المسلم الصائم أن يختبر نفسه، وهو يؤدي هذهالفريضة العظيمة، هل اكتسب من صومه تقوى ربه، فحافظ على طاعته بفعل ما أمره به،وترك ما نهاه عنه؟ فإن وجد نفسه كذلك، فليحمد الله، وليستمر في سيره إلى ربه جادافي طلب رضاه عنه. وإن وجد غير ذلك، فليراجع نفسه ويجاهدها على تحقيقما شرع الصوم من أجله، وهو تقوى الله، التي لا يهتدي بالقرآن –أصلا-إلاأهلها. فقد بين الله سبحانه وتعالى أن القرآن العظيم، لاينتفع به ويهتدي بهداه إلا المتقون. فالقرآن- وإن نزل لدعوة الناس كلهم إلى طاعةالله وتقواه-لا يهتدي به في الواقع إلا أهل التقوى، كما قال تعالى: ((الم ذلكالكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين)) ومن أهم العبادات التي تكسب المؤمن تقوى اللهالصيام، وبخاصة صيام شهر رمضان، كما قال تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتبعلى الذين من قبلكم لعلكم تتقون))
وإنما يثمر الصيام التقوى، لما فيه من إلزام الإنسان نفسه بطاعة ربه فياجتناب المباحات التي أصبحت محرمة عليه، بعد شروعه في الصيام. وحقيقة التقوى،امتثال أمر الله بفعله، وامتثال نهية باجتنابه....... والمؤمن عندما يدع ما تشتهيه نفسه من المباحاتوالطيبات، طاعة لربه سبحانه، يكون أكثر بعدا عما هو محرم عليه في الأصل، وأشد حرصاعلى فعل ما أمره الله به. وقد دل الحديث الصحيح على أن الله تعالى شرع الصيامليثمر في الصائم هذا الأصل، وهو تقواه، وأن الذي لا يثمر فيه صومه التقوى يعتبرعاطلا عن حقيقة الصيام، ولو ترك طعامه وشرابه... كما روى أبو هريرة رضي الله عنه، قال قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدعطعامه وشرابه) البخاري 2/673 ولوضوح النصوص من القرآن والسنة في أن الغايةالأساسية من الصوم تقوى الله، رأى ابن حزم رحمه الله، أن جميع المعاصي التي تصدر منالصائم تفسد صومه، ولو لم تكن طعاما وشرابا وجماع، كالنميمة والغيبة... وأثبت هنا خلاصة لكلامه: "734 مسألة ويبطل الصوم أيضا تعمد كل معصية أي معصية كانت لاتحاش إذا فعلها عامدا ذاكرا لصومه كمباشرة من لا يحل له من أنثى أو ذكر أو تقبيلامرأته وأمته المباحتين له من أنثى أو ذكر أو إتيان في دبر امرأته أو أمته أوغيرهما أو كذب أو غيبة أو نميمة أو تعمد ترك صلاة أو ظلم ذلك من كل ما حرم علىالمرء فعله برهان ذلك...... (ما رواه أبو هريرة) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (والصيام جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث يومئذ ولا يصخب فإن سابه أحد أوقاتله فليقل إني صائم)..... [و] عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ((منلم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه)) وخالفه فيذلك جماهير العلماء، ولهذا قال الحافظ في الفتح: "وأفرط بن جزم فقال يبطله كل معصيةمن متعمد لها ذاكر لصومه سواء كانت فعلا أو قولا لعموم قوله فلا يرفث ولا يجهل،ولقوله في الحديث الآتي بعد أبواب: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة فيأن يدع طعامه وشرابه..." أقوال العلماء في حكمة فرضية الصوم وأثره في حياةالمسلم: قال ابن كثير رحمه الله: "يقول تعالى مخاطبا للمؤمنين، من هذه الأمة، وآمرا لهم بالصيام، وهو الإمساكعن الطعام والشراب والوقاع، بنية خالصة لله عز وجل، لما فيه من زكاة النفوسوطهارتها وتنقيتها من الأخلاط الرديئة والأخلاق الرذيلة- إلى أن قال-في قوله تعالى ((لعلكم تتقون)): لأن الصوم فيه تزكية للبدن، وتضييق لمسالك الشيطان، ولهذا ثبت فيالصحيحين: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة، فليتزوج، ومن لم يستطع فعليهبالصوم، فإنه له وجاء)" وقال في تفسير المنار على قوله تعالى: ((لعلكم تتقون)): "هذا تعليل لكتابة الصيام، ببيان فائدتهالكبرى وحكمته العليا، وهو أنه يعد نفس الصائم لتقوى الله تعالى، بترك شهواتهالطبيعية المباحة الميسورة، امتثالا لأمره، واحتسابا للأجر عنده، فتتربى بذلكإرادته على ملكة ترك الشهوات المحرمة والصبر عنها، فيكون اجتنابها أيسر عليه، وتقوىعلى النهوض بالطاعات والمصالح والاصطبار عليها، فيكون الثبات عليها أهون عليه،ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: (الصيام نصف الصبر) رواه ابن ماجه، وصححه في الجامعالصغير) وقال سيد قطب، رحمه الله في قوله تعالى: ((يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذينمن قبلكم لعلكم تتقون)): "وهكذا تبرز الغاية الكبيرة من الصوم... إنها التقوى،فالتقوى هي التي تستيقظ في القلوب، وهي تؤدي هذه الفريضة، طاعة لله وإيثارا لرضاه،والتقوى هي التي تحرس هذه القلوب، من إفساد الصوم بالمعصية، ولو تلك التي تهجسبالبال، والمخاطبون بهذا القرآن يعلمون مقام التقوى عند الله ووزنها في ميزانه، فهيغاية تتطلع إليها أرواحهم، وهذا الصوم أداة من أداتها وطريق موصل إليها، ومن ثميرفعها السياق أمام عيونهم، هدفا وضيئا يتجهون إليه عن كريق الصيام" [في ظلالالقرآن وهنا نلفت النظر إلى الارتباط بين قوله تعالى في أولسورة البقرة: ((هدى للمتقين)) [الآية: 2] وبين قوله تعالى في أول آيات الصيام: ((لعلكم تتقون)) وقوله في آخر هذه الآيات: ((ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ماهداكم ولعلكم تشكرون)) فقوله تعالى: (( هدى للمتقين)) بين فيها أن هدايةهذا القرآن، لا ينالها حقيقة إلا أهل التقوى. وقوله: (( لعلكم تتقون)) بين فيهاأن الصيام طريق من الطرق الموصلة إلى التقوى. وقوله تعالى: ((ولتكبروا الله علىما هداكم...)) بين فيها أن الهداية قد حصلت للصائمين الذين منحهم الله بصومهمالتقوى، والمتقي المهتدي جدير بأن يشكر الله على منحه التقوى والهداية: ((ولعلكمتشكرون)) قال ابن كثير رحمه الله في قوله تعالى: ((لعلكمتشكرون)) : "أي إذا قمتم بما أمركم الله، من طاعته بأداء فرائضه وترك محارمه، وحفظحدوده، فلعلكم أن تكونوا من الشاكرين بذلك" [تفسير القرآن العظيم وقال سيد قطب رحمه الله في ظلال هذهالآية ((ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكمتشكرون)): "فهذه غاية من غايات الفريضة، أن يشعر الذين آمنوا بقيمة الهدى الذي يسرهالله لهم، وهم يجدون هذا في أنفسهم في فترة الصيام، أكثر من كل فترة، وهممكفوفوالقلوب عن التفكير في المعصية، ومكفوفو الجوارح عن إتيانها. وهم شاعرون بالهدى ملموسا محسوسا، ليكبروا الله علىهذه الهداية، وليشكروه على هذه النعمة، ولتفيء قلوبه إليه بهذه الطاعة، كما قال لهمفي مطلع الحديث: ((لعلكم تتقون)) وهكذا تبدو منة الله في هذا التكليف الذي يبدو شاقاعلى الأبدان والنفوس، وتتجلى الغاية التربوية منه، والإعداد من ورائه للدور العظيمالذي أخرجت هذه الأمة لتؤديه، أداء تحرسه التقوى ورقابة الله وحساسية الضمير ولما كانت النفس البشرية تتوق إلى تناول ما تشتهيه،وتنفر عن ترك ذلك، فإن من أعظم ما يزكيها ويطوعها لطاعة ربه، أن تُدَرَّب على الصبرعن تناول الطيبات التي أباحها الله تعالى لها، إذا أمرها بتركها. ومن أعظم شهوات النفس الطعام والشراب والجماع، وقدحرم الله على المؤمن هذه الأمور التي لا يستغني عنها في حياته كلها، في نهار شهررمضان بأكمله، فإذا تركها مخلصا لله في تلك المدة من الزمن، فإنه بذلك يكون جديرابأن يكون من المجاهدين لأعدائه الملازمين، وهم نفسه الأمارة بالسوء، والهوى المردي،والشيطان الرجيم. والذي ينجح في هذا الجهاد، يسهل عليه الجهاد الخاص،وهو قتال عدوه الخارجي من اليهود والنصارى والوثنيين، ومن لم ينجح في جهاد عدوهالملازم، يصعب عليه جهاد عدوه الطارئ، لأن الذي لم يروض نفسه على طاعة الله بامتثالأمره واجتناب نهيه، فيما هو أخف عليه، كالصيام مثلا، فمن الصعب عليه أن يقف في الصفلمقارعة الأعداء يستقبل بصدره ونحره قذائف المدافع ورصاص البنادق، وأطراف الرماحوحد السيف. وتأمل الأسلوب الذي فرض الله به القتال علىالمسلمين، تجده نفس الأسلوب الذي فرض الله به الصيام، إلا أنه بين في الصيام أنه أداة لتقواه، وبين في فريضة القتال، انه فرضهعليهم وهو كره لهم، ومعلوم أن التقوى هي التي تعين المسلم على الصبر على ما تكرههنفسه، وهو الجهاد في سبل الله، قال تعالى: ((كتب عليكم القتال وهو كره لكم، وعسى أنتكرهوا شبئا وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم، والله يعلم وأنتم لاتعلمون)) وقال في الصوم: (( كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم ))
| |
|
عبير الشوق الطاقم الاداري
تاريخ التسجيل : 13/08/2008 رقم العضويه : 37 المساهمات : 523 الجنس : الدوله : مزاجي :
بطاقة الشخصية البطاقه الشخصيه:
| موضوع: رد: حكمة صيام رمضان السبت أكتوبر 04, 2008 8:26 am | |
| جزاك الله خير دمت في حفظ الرحمن | |
|